
رأت مريم جدها يتنقل من غرقة الى خرفة اخرى ذاخل المنزل ، فقالت لأختها وفاء : مسكين جدو أنه يحس بالملل.. قالت وفاء : وماذا تقترحين يا مريم؟ قالت مريم : أعتقد أن إيجاد وظيفة مناسبة لجدو ستقضي على الملل الذي يشعر به.. قالت وفاء : وكيف نساعده؟ قالت إ يمان: تعالى، فقد قرأت بالأمس في الصحيفة، انهم يطلبون حارسا في احد المخازن. جاءت مريم بالصحيفة وقالت : أعتقد أن جدو يستحق هذه الوظيفة .. هيا نذهب إلى جدو ونقترح عليه الذهاب لشغل هذه الوظيفة .. قال الجد : أعمل حارسا ليليا أنا ؟ يا لها من فكرة جيدة : ولم لا ؟ أنني أشطر وأصغر جدو في العالم . هيا أعطياني العنوان لأذهب حالا، أخذ الجد العنوان وخرج من البيت، تودعه مريم ووفاء، قالت وفاء: لم اصدق اننا اقنعناه اخيرا بالعمل.. وقالت مريم : انظري اليه، انه سعيد جدا ، وفي الشركة ، تقدم الجدّ إلى صاحب المخزن الذي قال له : لا مانع عندي من تعیینك حارسا في المخزن ، ولكن بشرط أن تفحص عن نظرك أولا . أسرع الجد إلى العيادة الخاصة بصاحب العمل ، لكشف النظر ، ولكن الجدّ وجد صعوبة بالغة في معرفة فتحات الدوائر ..أخذ الجدّ تقرير الطبيب ، وذهب به إلى صاحب العمل ، فقال له : الطبيب يقول إنك لم تستطع أن ترى الدوائر الصغيرة .. هذا يعني أن نظرك ضعيف يا عمّي ولا تصلح للخدمة .. قال الجد: ولكن هذا مستحيل .. اعني مستحيل ان يكون هناك لص بحجم الدائرة الصغير..ضحك صاحب العمل وقال : صدقت صدقت ، إنك ظريف حقا، ولكن آسف ، يجب ان تقوى نظرك اولا. ذهب جدو الى البيت، وجلس ياكل جزرا كثيرا، راته وفاء فقالت: ما الذي یفعله جدو؟ قالت مريم : إنه يتدرب على تقوية بصره بأكل الجزر بكثرة .. بعد آیام قالت مريم : انظري يا وفاء ما الذي يفعله جدو.. انه يبحث عن اصغر الكائنات ليتدرب على رؤيته من بعيد .. وفي العيادة قال الطبيب : ما شاء الله ! لقد قرأت كل الدوائر الصغيرة ، وتستحق العمل فورا ، قال جدو : ألا توجد دوائر أصغر ؟ ضحك الطبيب وقال : يوجد العمل في انتظارك.